ها قد أتيتُ على غير موعد و قد جفاني الكرى و
دعاني السهاد، أحثّ الخطى متثاقلا و خيالكم في عيني و هي بعدُ لم تكتحل بكم ..
تتملكني رهبة الاقتراب و أنا أدلف عليكم المحراب و يقيني بوجودكم غيرُ مستراب ..
أين أنت يا حبيبتبي فلقاؤك قد راق لي و طاب، مالي لا أراك يا قلب قلبي و روح روحي
و ما في الفؤاد سواك، لِمَ لا أسمعك ترتلين الأناشيد و المواجيد أم الصمت قد
كفاك ؟! .. جئتك و لا أعرف كيف أعود، فأين العطاء و السعود؟ يا عليلا قد غدا بدراً للـبدرِ في ليالٍ عُتمٍ و سود ..
ها قد وقفتُ على الساقية، راقية صافية و آثاركم
عليها لا تزال باقية، هنا كنتم تجلسون، و خمر الحب تحتسون، و ها هنا موضع الصلاه،
و إلينا بوحي الحب ترسلون، فلِم غبتم أم تعمدتم و أنتم تعلمون، مَن غيركم يسقى
العِطاش، فالعقل بحبكم قد زال و طاش، كيف أغترف و كلي رجف رعاش! .. سوف أنتظر و
أصطنع النعاس، و هل ينام الحُراس؟!.
يا حبيبة قلبي، يا لوعتي و يا حيرتي .. اسأليه،
اسأليه فهْو وَحْده المجيب، اسأليه فسؤالك لن يخيب، اسأليه فهْو خير مسؤول و خير
مأمول، اسأليه أخشى على الليل أن يطول، اسأليه أريد للفراق الآن الآن أن يزول، ما
عدتُ والله أطيق، قد كواني لهيب الحريق، يا رب كن لها مجيب و منها قريب و اطوي لها
الطريق.
-----------
كتبه بدرالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق