كلما فكرتُ فيك و أنا في خلوتي إلاّ و حاطتني
أسمى المعاني القلبية و أَرْوَحَها، تَتَّنسم روحي من فُيُوضاتها الربانية و
لَذَعاتها العاطفية العنيفة ما لو سُلط على الحديد لَانْصَهر و ذاب، فكيف بها و هي
كلمات كالصحون الطائرة تبرق بروقها في مخيلتي فأجد لها بردا دافئا و دفئا باردا ..
يا الله! كلمات من جحيم الحبّ المنفلت، ولكن في
انتظام العِقد! .. و المنتظم، ولكن في فوضى عارمة، أَوَممكن هذا ؟ .. هكذا تتجول
رَهَفات الحرف و الكلمات في فضائي الباطن متراقصة مَزْهُوَة كأنها اللؤلؤ و
المرجان، تُشع قادحة أنوار الحقائق القلبية ألماساً يُومِض بريقُه، عارية مُجَرّدَة
لكنها مُدثرة بما لا يُرى من الحُجب، كأنها حُزَمٌ من أضاميم الأزهار تَفتّحت في
بطون المروج و الروابي ..
عبثاً حاولتُ اقتناصها و هي هاربة، تقفز مسافات
و مفاوز كلما دنوتُ منها لاهثاً، ترمقني بلمحات ساخرة و نظرات ساحرة كأنها تنصحني
بإشفاق أنني مهما حاولت تقييدها بقلمي أكون قد حكمتُ عليها بالموت و الفناء، و أنّ
حياتها و سحرها لا يكون إلا في معانٍ شاردةٍ هاربة أو خطفاتٍ من الشهب الثاقبة ..
هكذا و الله هي ذراري حبك في وجداني، تمنعني
فتمنحني، مِنحٌ إثرها مِحن، حكم بالبراءة و التأبيد في آن واحد .. فما عزائي إلا
في عجزي عن تصويرها و ما انتشائي إلا من شعورٍ بامتلاكها .. فاقبليها هدية معدومة
الوجود لكن آثارها بيّنة ..
---------
كتبه بدرالدين .
رائعة..
ردحذفشكراً لك ..
ردحذفمروركم حظوة ظفرنا بها ..