خَيَالاتٌ مِن أيامٍ حَالِمة كانت ذات مَرّة جَنَّتِي التي تُؤْويني حينَ تَعَافُ نَفْسي أَخْلاطَ النَاس ..
أيَامٌ لا كَالأيَامْ ..
جلَسَاتٌ يَعلُوها الفَرَح في بَراءةِ الطُفولَة ..
و حَتى أَوْقات الغَضَب و لَحظَات الخِلاف كانت
كُلهَا في مَعَاني الاِبْتِسَام ..
مَلَكْتُ مُلكي و أَحْسَسْتُنِي أَسْعدَ مَخلوقٍ
حينَ قَهرتُ التحَّدي و المُستَحَيل ..
تَضَوَّعَتْ الجِنَان فَرَفَّتْ نَسائِمُها حَولي ..
و غَرَّدَتِ الطُّيُور فكان لَحْنُها في كَلامِي
و قَولِي ..
و صَارَت حَياتي قَوساً مِن الألوَانِ المَعْشوقَة ..
البَحرُ و السَهلُ و أَضاميمُ الزَهرِ و كُلُّ ما خُصَّ بِلَوْنٍ جَميل ..
كُلها لِلطَّيْفِ الحَالِم مادَّةَ تَكوينٍ و تَلْوينْ ..
ما أجْمَلها أَحْضَانٌ مَنَحتني حَنَانَ الحَياة
..
في دِفْئِها وَحْدَهَا وَجَدْتُ عَالَمِيَ
الصَغِيرْ ..
لَم يَكُن عُمري سِنِيناً بل نَبَضاتٌ و أشْوَاق ..
نَبَضاتُ قُلوبٍ أَحْبَبَتُها أكثرَ مِن نَفسي ..
قُلوبٌ خَفَقَتْ من أجلي و لَولاَهَا لم يَكُن
لِقَلبي وُجُود ..
كَانَتْ ذَكرَيَاتْ ..
ذِكرياتٌ مِن الأُنْسِ السَمَاوِي اسْتَحَالَت
أيَّاماً عابِسَة لا تَرْحم ..
حِين نَظَرتُ في المَرَايَا انْسَلَّتْ رُوحي و غاَصَت في المَاضي
لِتَنَامَ هُناك ..!
و لَيْتَها نامَتْ كما نَاموا ..
لَم أَعُد أرَى غيرَ صُورتِي في كُلّ الزَوَايا
..
يُرْهِبُهَا الصَمْتُ الطَويلْ ..
تَخنُقُها الوِحدَة ..
و الحَياةُ أمَامي بِلا مَذَاقٍ و لا مَعْنى ..
و أَصبَح كلّ شَيءٍ في عَيْني مُؤجلاً بلا مَوْعِد
فَرُوحي هُناكَ لَم تَعُدْ .. و أحْلاَمِي مُكَلَّسَةْ ..!
----------
كتبه بدرالدين
( ذِكرياتٌ مِن الأُنْسِ السَمَاوِي اسْتَحَالَت أيَّاماً عابِسَة لا تَرْحم ..
ردحذفحِين نَظَرتُ في المَرَايَا انْسَلَّتْ رُوحي و غاَصَت في المَاضي لِتَنَامَ هُناك ..!
و لَيْتَها نامَتْ كما نَاموا ..
لَم أَعُد أرَى غيرَ صُورتِي في كُلّ الزَوَايا ..
يُرْهِبُهَا الصَمْتُ الطَويلْ ..
تَخنُقُها الوِحدَة ..
و الحَياةُ أمَامي بِلا مَذَاقٍ و لا مَعْنى ..)
هذا بالضبط ماأعيشه الآن..
حتى إنني لم أعد أفهم هل الذاكرة كائن ظالم أم مظلومْ..
ليتني أشفقُ على الذاكرة..وأكفّ عن التعشيشِ هناكْ..فلا هي تطيقني ،ولا أنا أطيقني (فيها)..
شكراً على زيارتك لمدونتي ،
وجدتُ هناَ مكانًا دافئًا جديرًا بالـإقبالْ..
شكرا لك يا فاضلة ..
ردحذفإنما تقسو الذاكرة حين تُدفن أحلامنا و أفراحنا و لا نُدفن معها، فتبقى هي كشواهدِ الموتى، و نبقى نحن كالشهود نعيش الحاضر في صمتٍ رهيبٍ.
تحية لكل من هُدمت جوانبه، و لا يزال يقاوم مرارة الحياة على أنها قدر محتوم من الله، فالخير منه و الشرّ ليس إليه، و الحمد لله على كل حال.
جميل هو طرحك اخي
ردحذفحروف تتمايل بين الصدق والروعة
وسطور تعانق الرقة
وذلك التواضع عنوانهم
راق لي وجدا نزف قلمك
وكان قريبا لذائقتي
كل التوفيق لك
وودي♥
شكرا لك أيتها الطيبة ..
ردحذفعبورك عبير ..
و التعبير منك أنار المسير ..
ستظلّ صوَر الماضي الأليمة كالمبراة تلسع قلوبنا بالحنين و الأسى ..
كأننا خُلقنا بجرحٍ في القلبِ ..
تحياتي لك و لقلمك ..